التنمر، التسلط، الترهيب، البلطجة،التحرش، الاستقواء، كلها اسماء لظاهرة بدأت تتسلل الى مدارس بلداننا العربية بفعل ما نسميه العولمة، قادمة من الدول الغربية التي باتت فيها هذه الاخيرة ظاهرة لا تطاق ومن اكبر المشاكل التي تعاني منها مدارسهم، والبلطجة أو التنمر بصفة عامة هي سلوك عدواني غير مرغوب فيه ينشأ بين الأطفال في سن المدرسة والمراهقة، وفي الغالب سببه يكون نتيجة اختلال موازين القوة وعدم تكافئها بين المراهقين، والتنمر يمكن أن يتخذ عدة اشكال كالسب والتخويف، ونشر الشائعات، لكنه قد يتفاقم اكثر مع مرور الوقت ويتجاوزه الى حدود أبعد وأعمق من ذالك، لتصل الى إطلاق التهديدات، والهجوم على شخص ما بدنياً، أواستبعاده من جماعة عن قصد واسرار الاغاظة البصق.. وقس على ذلك كل اشكل الإساءة والإيذاء التي يمكن أن توجه من قبل فرد أو جماعة نحو فرد أو جماعة هي الأخرى تكون أضعف، وهذه الظاهرة يمكن أن تحدث في جل أو جميع الأماكن التي يرتادها الاطفال، مثلاً عند أو بعد الدوام المدرسي، يمكن أن تحدث كذالك وبنسبة كبيرة جداً في أماكن اللعب أو الحافلة أو على ساحة المدرسة، أيضاً في حي الشباب، وحتى على شبكة الانترنت .
المشكلة في هذه الظاهرة هو أن الاطفال الذين يتعرضون للتخويف، وتمارس عليهم سلطة، غالباً ما يقومون باخفاء معاناتهم مع زملائهم في المدرسة أو في الشارع، بسبب شعورهم بالخجل وعدم رغبتهم بأن يتم وصفهم بالجبناء، وتشبيهم بالضعفاء، وبأنهم غير قادرين على الدفاع عن نفسهم .
- اضافة الى تخوفهم من ردة فعل الطفل أو المجموعة التي تقوم بمضايقتهم.
- قد يخشى الاطفال التعرض للرفض من قبل أصدقائهم لو علموا بما يحدث معهم بالفعل.
- كل الأطفال وبدون استثناء لا يرغبون في أن يظهروا ضعفاء خصوصاً أمام أولياء أمورهم وأصدقائهم .
أحياناً قد يتفاجئ أولياء الأمور عند سماعهم بأن واحداً من أطفالهم يتعرض للتنمر، وهذا إن كان يدل إنما يدل على غياب التواصل بين الآباء والأبناء، حيث أن هناك مجموعة من العلامات والدلالات التي تستطيع أن تخبر وباجلال بأن الابن حقاً يتعرض للتنمر من قبل زملائهم أم لا، فمثلاً تراجع الأداء الدراسي وكذا تراجع العلامات وفقدان التركيز، تقلب المزاج وسرعة الغضب واستخدام العنف مع الأهل والعناد والعزلة والانطواء والقلق وظهور مشاكل في النوم وأحياناً وجود كدمات وعلامات تظهر التعرض للضرب، لا يمكن أن يفسر إلا بأن الطفل حقاً يتعرض لشكل من أشكال التنمر.
الأمر جداً مهم ويحتاج وقفة وكذلك أن يلقي الأمر اهتمام أولياء المراهقين وكذا اساتذتهم، لأنه بكل بساطة المتنمر لن يأتي ويقول ها أنا ذا وإني أنا المتنمر، أمر مستحيل أن يحدث إلا إذا كان هذا المتنمر واثق من نفسه أكثر من اللازم أو أنه غبي الى حد ما، لكن في الحقيقة المتنمرون أذكياء جداً ولن يقولوا هكذا كلام، وأيضاً لن يتحرشوا بطفل أمام ولي أمره أو أمام استاذه، إضافة الى أنهم في العادة يعملون في مجموعة متنمرة الواحد منهم يحمي الآخر، والآخر كذالك يحمي البقية، وهكذا يحمون أنفسهم كمجموعة ويدافعون عن بعضهم البعض، في مواجهة الأطفال الآخرين، واحدة من الحلول التي اركز عليها وهي العلاقة بين الاساتذة والأطفال وبين الأبناء والآباء خاصة، يجب أن تكون علاقة جيدة يطمئن فيها الإبن الى أبيه، بحيث يستطيع الطفل أن يعبر عن مخاوفه بكل طلاقة.
من هم الاشخاص المعرضون للتنمر:
وكما تجري العادة في مختلف المجتمعات والثقافات كل الأطفال والمراهقين يمكن أن يتعرضوا للتنمر، لكن هنالك فئة يبدوا أنها تتعرض لهذه الظاهرة أكثر من غيرهم.
- الشباب الذين ينحدرون من أوساط اجتماعية مقفرة.
- الشباب من ذوي الاحتياجات الصحية الخاصة.
- شباب من عرق أصل قومي مختلف عن السائد.
- شباب ذوي ديانات واعتقادات مختلفة عن السائدة في المحيط.
- شباب أقل شعبية من غيرهم ولهم عدد قليل من الأصدقاء.
- شباب يعانون الاكتئاب والقلق او لديهم انخفاض في احترام الذات.
تتسبب البلطجة أو التنمر في الكثير من المشاكل الصحية وكذا النفسية وأيضا مشاكل عقلية، لشخص الذي يقع ضحيتها، التي تصل في كثير من الأحيان الى الإنتحار أو الادمان على تعاطي المخدرات، وإضافة الى ذلك فالمراهقين الذين يتعرضون للتنمر:
- يعيشون تجارب عديدة مريرة كالاكتئاب والقلق، وفرط في مشاعر الحزن والشعور بالوحدة، وتغيرات في النوم ونمط الأكل، وفقدان الاهتمام بجل الانشطة.
- أيضاً ترتفع الشكاوي الصحية.
- تراجع الأداء الدراسي وكذا تراجع العلامات وفقدان التركيز.
- ارتفاع معدل الهروب من المدرسة وكذالك الهدر المدرسي.
- تعاطي الكحول وغيرها من المخدرات في سن مبكرة.
- معاملة الاطفال والكبار على حد سواء معاملة سيئة.
- العدونية والتعرض للأحباط بسهولة تامة.
مشاركتك معنا تسعدنا على صفحة المدونة على الفيس بوك

شارك وانشر هذا الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي ليستفيد غيرك
ورجاء لا تنسخ الموضوع دون أن تذكر رابط المصدر (مدونة بصمة نجاح) فإن هذا سرقة لمجهود غيرك
No comments:
Post a Comment
من الرائع ان تشاركنا تجربتك ورأيك :)
من فضلك لا تستخدم أي كلمات خارجة، أو روابط ليس لها علاقة بالموضوع؛ لأنه سيتم حذفها فورًا.
وتذكر قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"