حسام الأستاذ
1 تعليق
في حياتنا الاجتماعية قضية أن تكون ايجابياً، أمر واجب ومهم للغاية، حيث أن المجتمعات التي نعيش فيها تفرض علينا أن نكون ايجابيين، لكن في بعض الاحيان يتعذر على المرئ أن يكون ايجابياً، لأسباب كثيرة جداً، يكون فيها المرئ في مواجهة مؤقتة أو طويلة مع الحزن واليأس والعجز وغيرها، والحقيقة القاصية وراء الشعور بالحزن في الغالب، سببه أن الناس يفضلون دائماً تخيل كل ما في هذه الحياة مثالياً، بدلاً من مواجهة واقعيتها وحقيقتها كما هي، وتقبل أن لا شيء ولا حياة مثالية على الاطلاق، وكعرض لذلك فالمرئ يتعرض الى مجموعة من خيبات الأمل والإحباط والتوقعات الفاشلة، وعلاوة على ذالك قد يصبح المرئ سلبياً ومقتصراً على مشاهدة التلفزيون أو قضاء ساعات طوال على الكمبيوتر، تحت مشاعر الحزن والألم العاطفي، ومشاعر الفقدان، والعجز واليأس والحرمان، وكذالك الاحساس كما لو أن شيئاً سيئاً يجري، لذالك فان هؤلاء الاشخاص غالباً ما نجدهم منعزلين جداً عن العالم الخارجي، ولا يبدون أي تفاعل اجتماعي.
وهذا كله من شأنه أن يجعل حياة المرئ كلها في مأزق، وإن كان يردد أنه لا يجب عليّ أن أحزن، حيث
القول وحده لا يكفي ويحتاج لمزيد من الجد والعمل للتخلص من هذا التأثير، وحيال ذالك فان هناك مجموعة من الطرق والاشياء المحددة التي من شأنها
أن تعيد اليك السيطرة على الحزن، والتي نتعرف عليها من خلال الآتي:
كيفية التخلص من الحزن:
1. التحدث مع شخص:
كأولى الخطوات التي تساعد المرئ على التخلص من الشعور بالحزن، التحدث والبوح الى شخص
ما، إذ أن البوح يساعد على اطلاق مشاعر التوتر وإخراج السموم من جسمك، لكنه في بعض
الأحيان يصعب ذلك، فأحياناً يحدث أن لا يفهم المرئ نفسه أولاً وثانياً أن يفهم الناس، وذلك
لفقدان الرغبة في الكلام أو الانصات، وأحياناً أخرى يتعذر ايجاد من نطمئن اليهم أو أشخاص لن
يقوموا بالحكم على غضبنا، في هذه الحالة يمكن التحدث مع طبيب نفسي، فالبوح واحد من الطرق
الناجعة جداً والفعالة كذلك في التخلص من مشاعر الحزن.
2. التحكم في العواطف:
السعادة الغضب، الكره الحب .. بما فيها الحزن كلها مشاعر عاطفية، قابلة للقمع والمكافحة لكن
الاستمرار في ذلك يؤدي في النهاية إلى مشاكل عديدة صحية مثل القرحة وأمراض القلب
والشرايين، ومشاكل نفسية تؤدي الى تحول صاحبها الى انسان شبه ميت، واذن مفعول الكبح لا
يجدي نفعاً، وسرعان ما ينقلب على صاحب وبالتالي لا بد من حل آخر يضمن سلامة المرئ ويساعده
في التخلص من الحزن في آن واحد، هذا الاخير في الحقيقة ليس سوى خير وسط، ما بين أن يكبح
المرئ مشاعره أو يقع أسيراً لها نعم السيطرة المشاعر، حيث دورها يكمن في منع تحويل هذه
المشاعر السلبية إلى اكتئاب أو عجز أو ميولات انتحارية، فمن أجل التخلص من الحزن وغيرها من
المشاعر السلبية، فبداية لا بد من الاعتراف والوعي حقاً بأن ثمت هناك شيء يحزنك، وذلك من أجل
تحديد السبب الحقيقي وراء ذالك وبعدها اتباع وسيلة مضادة، فمثلاً لو كان الاستماع إلى موسيقى
حزينة يثير فيك مشاعر الحزن فالأفضل الابتعاد عنها، من أجل حالة مزاجية أفضل.
3. التركيز على الامور الايجابية:
دائماً ركز على الاشياء التي تجعلك أفضل، بدل التركيز على الافكار السلبية وعلى الاشياء التي
تحزنك، وتسبب لك العجز والاكتئاب، إذ التركيز على الاشياء السعيدة، التي من شأنها أن تخرجك
من حزنك وتقودك الى بر السعادة، حيث أن ذلك يحفز الفص الأيمن للدماغ، ويدفعه الى تحمل مسؤولية المشاعر، والقيام باجراءات من أجل حل
الاشكال في اسرع وقت، فحتى لو كان كل شيء يحزنك فلا بد ولابد أن يكون فيك شيء يسعدك،
هذا بالذات تميزك بهذه البذرة الصغيرة وقم تنميتها، بعض الأشياء الصغير قد تكون في واقع
الامر عظيمة، وعليه يجب أن نكون شاكرين دوماً، أيضاً تحديد الأهداف بواقعية وجدية وكذلك
أخذ الأمور خطوة خطوة يساعد على تحقيق الاستقرار، وينمي الشعور بالوفاء الأمن والسعادة.
4. الاستماع إلى الموسيقى:
يتسبب الاستماع إلى موسيقى حزينة الشعور بحزن حقيقي، وذلك لأن غالبية المقاطع الموسيقية
الحزينة تتوفر على كلمات موسيقية وألحان حزينة ومؤثرة جداً تدفع المرء الى استحضار شيء من الحزن، وحيث أن المرء إذا حزن استدعى كل أحزانه السابقة، كأن حزناً واحد لا يكفيه، فهو
يقع أسير هذه المقاطع وفقط مقطع واحد منها كفيل باستدعاء كل أحزانه، الأمر نفسه بالنسبة
للموسيقى، لذلك يفضل إنشاء قائمة موسيقى تحفيزية، حيث يمكن للرسائل الإيجابية أن تساعد
على تحسين الحالة المزاجية والتخلص من الحزن.
سماع الموسيقى أيضاً يمكن أن يؤثر على مزاج الشخص وذلك بسبب العلاقة بين القشرة الدماغية
السمعية المسؤولة عن الإدراك وتحليل الأصوات، وبين الجهاز الحوفي المسؤول عن الانفعالات
العاطفية كردة فعل لمختلفة أنواع الموسيقى.
5. طلب الدعم:
العائلة الأسرة الاصدقاء ثلاثي يمكن اللجوء اليه عندما توصد في وجهنا الأبواب، حيث لابد وأن
نجد عندهم الحل أو الدعم حيال إشكاليتنا، إذ طلب الدعم منهم والتحدث اليهم عن الشواغل
والمشاكل التي تؤرقنا يمكن أن يوفر منفذاً عاطفياً للتخلص من الحزن وما يحزننا، اضافة الى أن
مشاورتهم يجعلهم يقدمون لنا حلولاً سليمة حول كيفية التعامل مع المشاكل، أيضاً قضاء بعض
الوقت معهم وممارسة أنشطة صغيرة مثل مشاهدة فيلم أو التنزه، أو حتى تناول وجبة عشاء
يمكن أن يجعل المرئ سعيداً، وكي لا ننسى أن ريتث على كتف صديق أو فرد من أفراد الأسرة يمكن
أن يخلق شعوراً بالثقة والأمان، ويحفز انتاج هرمونات السعادة التي من شأنها أن تحسن المزاج.
الحزن العميق يشبه أحياناً وكأنك تقف وسط غابة حيث تتخيل بأنك تستطيع ايجاد الطريق الى
مكان أفضل، ولكن إن أكد لك شخص آخر بأنه وقف في المكان نفسه وأنه تمكن من الخروج منه،
فانك تشعر بشيء من الأمل.
لا حزن ولا هم بعد سماعك لهذا: أعظم مقطع سمعته في حياتي
لا تنسَّ أن تكون من أعضاء المدونة، إذا واجهتك أي مشكلة لا تترد فى ترك تعليق 😉
شارك وانشر هذا الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي ليستفيد غيرك
ورجاء لا تنسخ الموضوع دون ذكر رابط المصدر (مدونة بصمة نجاح) فإن هذا سرقة لمجهود غيرك
جميل، أحسنت :)
ردحذفhttp://stoons.blogspot.com