-->
44
حدث خطأ!

عذرا الصفحة التي تبحث عنها غير موجودة على الموقع.

من فضلك عد إلى الصفحة الرئيسية

أثر وسحر الكلمات في النفوس

شارك الموضوع :

أثر وسحر الكلمات في النفوس - مدونة بصمة نجاح

لم يبقى عندي ما أقول تعب الكلام من الكلام !

من هنا بدايتي وانطلاقتي تكون في البداية عن الكلام الذي كان ولا يزال الوسيلة التي يتواصل بها بني البشر، وطبعًا قد تكون له وظائف أخرى كالدفاع عن النفس مثلًا وقتل أحدهم قهرًا أحيانًا أخرى.. ولك ما تتخيل ^_^

ورغم ذالك فالكلام والتحدث وباقي مرادفاته لا غنى عنه على الاطلاق، فالناس تحتاج لتحدث لتفريغ شحناتها ،وتتحدث لضمان استقلالها في أي زمان ومكان، اضافة الى أنه لا يقاس بمقياس مادي، نعم الكلام ليس له مقياس أو أثر مادي، ولكن له تأثير رمزي معنوي من الدرجة الأولى.

والكلمة بمجرد أن تخرج من حلقك مرورًا بلسانك وشفتيك إما أن يكون لها أثر سلبي أو أثر ايجابي وطبعًا حسب المضمون والمعنى وأكثر من ذلك حسب المتلقي (لأنه قد لا) .. فأحيانًا تجد نفسك في جلسة مطلقة مع صديق تتحدثون في موضوع ما بطلاقة وبدون رقيب، فتتبادلون الكلمات والجمل والضحكات، وبعد انتهاء الجلسة وبينما أنت شارد الذهن يخطر ببالك موقف معين في لحظة معينة في جلستك السابقة مع الصديق، كلمة أوحركة محتفظ بها في باحتك اللاشعورية في عقلك، ايقظت بفعل مرورك بنفس الموقف، أو سماعك اسم ذالك الشخص الذي كنت تشاركه الكلام، وعندها تجد نفسك مثار المشاعر في أقصى درجاتها وبرقابة تحتسب للكلمة ألف حساب، فإذا كانت كلماته هذه ذات طابع إيجابي في نفسك، فسترسم على وجهك ملامح الفرح والسرور وتجد نفسك تبتسم تلقائياً وربما تتصل به، أما إذا كانت كلماته تثير في نفسك الألم وتمس إنسانيتك، فانك ستحاول النسيان ..!

فاذن للكلام حدان، واحد قد تجرح به المتحدث معك، وواحد تسعد به من حولك، وكن أمينا حدقاً فإذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا لم تتكلم بها ملكتها.

ومنه لا تطلقن القول في غير بصر إن اللسان غير مأمون الضرر، ونحاول أن ننتبه لكلامنا، ونلفظ الكلمة المناسبة في الزمان والمكان المناسب، وكما يقال: لكل مقام مقال وليس كل ما يُعلم يقال، ولنختار ألفاظنا بحذر ونهذب أسلوبنا أحسن تهذيب ونحترم المتحدث وإن كان لا يستحق، والحديث أيضا لا يجب أن يكون مع كل من هب ودب لأن بعض الحديث قد يذهب في الرياح، لأن الحديث مع الأشخاص يجب أن يختلف حسب مكانة وعمر وكذالك المستوى المعرفي للمخاطب، وأحسن مقياس لتقيس الكلام هو أن تضع نفسك مكان الشخص القابل لك فتجرب الكلام على نفسك قبل أن تدقه في نفسه.

عود نفسك على اختيار أسلوبك وكلامك كما تختار ملابسك وكن حريصًا على أن يكون كلامك طيبًا، ولا تنسى أن الكلمة الطيبة صدقة، فقد خاطب رب العزة نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: "وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ".

وقال أيضًا: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍعلاوة على أن أسلوبك وطريقتك في الكلام تمكنك من تنمية علاقاتك مع الأشخاص من حولك.

ودائماً هي جميلة رقيقة بطبعها لا تؤذي المشاعر ولا تخدش النفوس، جميلة في اللفظ والمعنى، يشتاق إليها السامع ويطرب لها القلب، نتائجها مفيدة، وغايتها حميدة طيبة، منفعتها واضحة تسر السامع وتؤلف القلب وتحدث أثراً طيباً في نفوس الآخرين، وتفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر، وتثمر عملًا صالحًا في كل وقت بإذن الله.

وعلى ذالك فديننا الحنيف يدعوا إلى الكلمة الطيبة، فيقول تبارك وتعالى، بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: "وقولوا للناس حسنًا"، وقال أيضاً: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن" ..  وأيضًا: "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه".

★  فضلًا قم بالتسجيل، وكذالك المشاركة في النقاش لإغناء وإثراء الموضوع


لا تنسَّ أن تكون من أعضاء المدونة، إذا واجهتك أي مشكلة لا تترد فى ترك تعليق 😉
شارك وانشر هذا الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي ليستفيد غيرك
ورجاء لا تنسخ الموضوع دون ذكر رابط المصدر (مدونة بصمة نجاح) فإن هذا سرقة لمجهود غيرك

إظهار التعليقات

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen

من الرائع ان تشاركنا تجربتك ورأيك :)
من فضلك لا تستخدم أي كلمات خارجة، أو روابط ليس لها علاقة بالموضوع؛ لأنه سيتم حذفها فورًا.
وتذكر قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"

زوارنا الكرام.. نسعد بكم وبتفاعلكم معنا :)